حكى لي جدي مرة انه سمع قصة ذات عبر كثيرة ,
هذه القصة بطلها
رجل كان له اختان و كان ابوه قد توفى منذ فترة قريبه ,
حزن الابن حزنا شديدا على وفاة والده و اثقل كاهله ما اوصاه به والده قبل
وفاته :
+ لا تزوج اختاك من بخيل غني بل من كريم فقير .
+لا تعطي سرك لامراه .
+ لا تكذب فإن الصدق منجاة المرء
تردد الابن كثيرا في تنفيذ ما اوصاه به اباه ..
لكن بعدما تزوج و تقدم لاختاه زوجان , قرر ان يختبر مدى صحة كلام ابيه و
فاعلية وصاياه .
بعكس ما اوصاه والده قام الرجل بتزويج واحدة من اخواته الى غني بخيل
و الاخرى زوجها كريم فقير .
خطرة في باله خاطره , فسرق نعامة الملك و خبأها و اصطاد ظبي و جلبه الى
المنزل . قال لزوجته : لا تخبري احدا ابدااااااااااااا لقد سرقت نعامة الملك
و هذا لحمها فطبخيه لنا لئلا نموت جوعا . قالت زوجته لن اخبر احدا ...
لكنها انطلقت الى جارتها و اعطتها قطعة من اللحم و قالت لها لا تخبري احدا زوجي
سرق نعامة الملك و هذه قطعة منها اشتهيتها لك . قالت الجارة لا تخافي لن اخبر
احد ابدااااااااااااااااااااااااااااااااا , فلم حل الليل و جاء زوج الجارة
قالت له زوجته : زوج جارتي سرق نعامة الملك و اعطانا منها لا تخبر احداااااااا
ابداااااااااااااا ... لكن سوء الحظ ان كان هذا الزوج من حرس الملك و كان قد
تعب طول النهار هو وجنود الملك في البحث عن النعامه . اقتيد الرجل الى السجن
و ظل فترة من الزمن الى ان جاء يوم اراد فيه الاعتراف . طلب من الحرس مقابلة
الملك و بعد جهد جهيد وافق الملك على مقابلته . دخل الرجل على الملك و اعتذر
منه على سرقته النعامه و اعلمه انها حية ترزق خبأها عند صاحب له ولم يأكل من
لحمها شيئا . فرح الملك و امره بإحضارها , شرط ان يكون اطلاق سراحه مقصورا
على احضاره النعامه و 3000 ناقه بالاضافة اليها جزاء له على عملته . وافق
الرجل و خرج متجها الى منزل زوج اخته الغني البخيل متأملا منه المساعدة , فما
كان من زوج اخته الا ان احضر له ماعزاا هزيله جادت بها نفسه على مضض . فلما
سأله الرجل ما هذا ؟؟ قال له البخيل : هذه ماعزي تساوي 3000 ناقه .
الرجل : اتبخل علي ب 3000ناقه و انت تملك اضعاف اضعافها ؟؟ قال البخيل : ان
شئت خذ الماعز وارحل او اتركها فإنك قد كلفتني ما لا طاقة لي به .
اخذ الرجل الماعز و خرج يمشي متجها الى منزل اخته الثانيه وهو يفكر فيما اوصاه
عليه والده قبيل وفاته ...
طرق باب منزل اخته ففتح له زوجها الكريم ذو السمعة الحسنه , رحب به وادخله
وسمع له , لم ينتهي الرجل من كلامه فإذ بزوج اخته يمسك يده و يطمئنه و يأخذه
معه ليجلبوا ال 3000 ناقه من اصحابه و عشيرته الذين اكرمهم فلم ينسوا له
ذلك ووقفوا معه حين طلب منهم هذا العدد الكبير من النوق . احضر الرجل
النعامه و اقتاد النوق و ماعز البخيل الهزيله الى الملك , فرح الملك برجوع
نعامته و ما طلبه منه و اعتق رقبته مقابل ما احضر . لكن بينما هو يأمر
بإطلاق سراحه راى الماعز و سأل من احضرها ؟ رد الرجل بأنه هو من احضرها من
بين ما احضر . امسك به الملك و طلب منه ان يعلمه بما يخفي ! لانه احس ان هذا
الرجل لديه ما يخفيه .... بعد عذة محاولات من الانكار اعترف الرجل بكل شي و قال
انه كان يختبر مدى صحة وصايا والده وان والده لم يكن يوصيه عبثا . واعلمه
ماذا عملت به زوجته و ماذا اعطاه زوج اخته البخيل و ماذا اعطاه زوج اخته
الكريم . سكت الملك لبرهه , ثم امر جنوده امام مرأى من الرجل بأن يعيدوا النوق
جميعها الى اصحابها محملين بما لا يخطر على البال , وامر ايضا للرجل بمثل عدد هذه
النوق محملين له ولزوج اخته الكريم ولهم مثلهن كل سنه . اما البخيل فأمر الملك
له بماعزه الهزيله مربوط عليها قماشا اسود ترد له , و القماش الاسود يعني سواد
الوجه و الخيبه ... فلو انه اعطى زوج اخته من ماله , لرد له ماله و زيادة
عليه , لكنه بخل و نال جزاء بخله .
شكر الرجل الملك و قبل يده و رحل واضعا وصايا والده نصبي عينيه .