رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " أَمَا إِنَّهُ سَيَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " . قَالَ : فَجَاءَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ ، فَدَخَلَ ، فَنَظَرْنَا إِلَيْهِ فَغَبَطْنَاهُ ، ثُمَّ قَالَ الْيَوْمَ الثَّانِيَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَدَخَلَ سَعْدٌ ، ثُمَّ قَالَ الْيَوْمَ الثَّالِثَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَدَخَلَ سَعْدٌ ، فَلَمْ نَشُكَّ فِيهِ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : مَا أَنَا بِالَّذِي أَنْتَهِي حَتَّى أُبَايِتَ هَذَا الرَّجُلَ ، فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ وَمَا عَمَلُهُ . قَالَ : فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ ، فَضَرَبْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ ، فَخَرَجَ إِلَيَّ ، فَرَحَّبَ بِي ، وَقَالَ : ابْنَ أَخِي ، مَا جَاءَ بِكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : حَاجَةٌ . قَالَ : فَنَقْضِيهَا أَوْ تَدْخُلُ ؟ قُلْتُ : بَلْ أَدْخُلُ . قَالَ : فَدَخَلْتُ ، فَثَنَى لِي عَبَاءَةً ، فَاضْطَجَعْتُ عَلَيْهَا قَرِيبًا ، أَرْمُقُهُ لِيَلِي جَمِيعًا ، كُلَّمَا تَعَارَّ سَبَّحَ ، وَكَبَّرَ ، وَهَلَّلَ ، وَحَمِدَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، حَتَّى إِذَا قَامَ فِي وَجْهِ السَّحَرِ ، قَامَ فَتَوَضَّأَ مِنَ الْمَاءِ ، ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَصَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً ، بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ ، لَيْسَ مِنْ طِوَالَهِ ، وَلَا مِنْ قِصَارِهِ ، يَدْعُو فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِثَلَاثِ دَعَوَاتٍ : رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، اللَّهُمَّ اكْفِنَا مَا هَمَّنَا مِنْ أَمْرِ آخِرَتِنَا وَدُنْيَانَا ، إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ . فَاسْتَقْلَلْتُ صَلَاتَهُ ، وَقِرَاءَتَهُ ، وَدُعَاءَهُ ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَنَعَهُ مَكَانِي أَنْ يَصْنَعَ شَيْئًا قَدْ كَانَ يَصْنَعُهُ ، فَأَبَتْ نَفْسِي إِلَّا مُعَاوَدَتَهُ ، فَعَاوَدْتُهُ فِي مِثْلِ السَّاعَةِ الَّتِي أَتَيْتُ فِيهَا . قَالَ : فَخَرَجَ إِلَيَّ وَرَحَّبَ بِي ، وَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، لَعَلَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِكِ شَيْءٌ ؟ قُلْتُ : لَا وَاللَّهِ يَا عَمِّ ، مَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِي إِلَّا خَيْرٌ . قَالَ : فَهَاتِ حَاجَتَكَ . قُلْتُ : نَعَمْ ، سَوْفَ . قَالَ : فَتَدْخُلُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . فَصَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَ فِي اللَّيْلَةِ الْمَاضِيَةِ ، فَأَبَتْ نَفْسِي أَنْ تَطِيبَ ، حَتَّى عَاوَدْتُهُ الثَّالِثَةَ ، فَصَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ مِنَ الدُّعَاءِ ، وَمِثْلَ ذَلِكَ مِنَ الْقُرْآنِ ، وَمِثْلَ تِلْكَ الرَّكَعَاتِ . قَالَ : فَجَاءَ ، فَقَالَ : الصَّلَاةَ . فَقُمْتُ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَهُوَ ، فَصَلَّيْنَا صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى إِذَا خَفَّ النَّاسُ ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : أَيْ عَمِّ ، حَاجَتِي الَّتِي بِتُّ عِنْدَكَ . قَالَ : نَعَمْ ، وَمَا هِيَ ؟ قُلْتُ : إِنَّمَا بِتُّ عِنْدَكَ لِيَزِيدَنِي اللَّهُ مِنْكَ ، وَمِنْ صَلَاةٍ ، وَمِنْ دُعَاءٍ ، وَقَدِ اسْتَقْلَلْتُ مَا كَانَ مِنْكَ ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَنَعَكَ مَكَانِي أَنْ تَصْنَعَ شَيْئًا كُنْتَ تَصْنَعُهُ . فَقَالَ : وَإِنَّمَا بِتَّ عِنْدِي مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ ، وَلَسْتُ ضَعِيفًا مُقَصِّرًا ، هُوَ مَا رَأَيْتَ . قُلْتُ : إِنِّي أُذَكِّرَكَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، وَأَخْلَاقَ الْإِسْلَامِ ، أَمْنَعَكَ مَكَانِي أَنْ تَصْنَعَ شَيْئًا كُنْتَ تَصْنَعُهُ ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ لَا . فَلَمَّا قُمْتُ ، نَادَانِي : ارْجِعْ يَا ابْنَ أَخِي ، خَصْلَةٌ أُخْرَى ، آخُذُ مَضْجَعِي ، وَلَيْسَ فِي قَلْبِي غُمٌّ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ . قَالَ ابْنُ عُمَرَ : هَذِهِ بَلَغْتَ بِهَا
مع تحياتى
الشاب الحزين